فـُتـِحَ باب حياتكْ ..
فاطلتَ أنتَ بعينيك الصغيرتين ..
عينين شغوفتين.. تبحث عنها ..
عمن أول من لامس جلدكَ جلدها..
فارتعشتْ هي كما ارتعشتَ أنتْ ..
فضمتكَ إلى صدرها ..
كدتَ تختنق..
لكنكَ..
أحببتَ ذلك منها..
تحركتَ بعجز في حجرها..
تنشدها أن تزيدَ من ضمها لكْ ..
فطبعتْ قبلتها الحنون على خدكِ الناعم..
أيامٌ تلتها أيام..
كبرتَ وصرتَ تحت ناظريها تمشي ..
تبتسمْ لكَ ..
فتجري نحوها .. فتجلس في حجرها..
تقبلها بشفتيك الناعمتين ..
فتبادلكَ ذلك .. فتلصق خدها بخدك ..
وتكررأنتَ ذلك مرات و مرات ..
وكأنه أمر حتمي..
لكني..
اقولُ لكْ ..
هو أمرٌ فطري ..
ثم تمضي الأيام..
فيكاد أمركَ ينعدم .. إلا في المناسبات..
فتقبلها في عيدٍ ..
أو بعد شفاءٍ من مرضْ ..
أما هي..
فربما سمحت لها الاقدار فقبلتكَ ..
أو لمْ تسمح لها..
فصارت تنظرُ إليكَ بعينيها المرهقتين ..
تنظر وفيهما شوقٌ لعهدكَ الأول..
وتتساءلُ عن أي شيء سلب روحكَ بعيدًا عنها ..
فـَشغـُلَّتَ به..
ثم..
تختلق لكَ.. مئات الأعذار..
وفي عينيها عتبٌ لا متناهي ..
فيهمس قلبها .. كلما ذكركْ..
ليت..
تلكَ الأيام..
التي كنت تقبلني فيها بلا كلل أو ملل تعود..
صدقـًا.. ليتها تعود ..
أتتساءلُ عن سبب صمتها؟!
سأقولُ لكَ:
حبها الأبدي لكْ..
صبرها العظيم عليكْ..
قلبها الرحيم الذي لا يملكه أحد في الوجود غيرها..
هو.. مانعها من البوح..
وإلا لكانتْ قدْ صَرَخَتْ قبل دهرٍ..
متى آخر مرة قبلتني ؟
خطابي لكَ..
يا من كنتَ طفلاً.. فكبْرتَ.. فنسيتَها..
أما هي ..
فأقولُ لكْ..
هي التي حملتكَ في أحشائها تسعة أشهر..
هي التي هجرت وسادتها في منتصف الليل .. وسهـِـرت على راحتكْ..
هي التي لم تفتأ عن تقبيلكْ ليلَ نهار..
هي التي لم يبزغ فجر يوم جديد .. إلا وقد رفعتْ يديها لتدعو لكَ بكل ِ خير..
هي أمكْ..
رضي الرحمن عنكْ..
قبلها على رأسها..
وها انا اهمس لكي يا غاليتي وتاج راسي:
أميْ :: يـ نبضْ يـ بيآضْ .. أميْ :: و ليتهمْ يعلمونْ منْ أنتِ ..؟!
أمــــي /
وماذا عساي أن أقول عن أاحن مخلوقة في هذا الكون
الفسيح..
كل الكلمات تخونني في وصفها..
كل العبارات تهرب مني خجلى من عظمتها..
ولـــكـــن :
لا أملك سوى أن أرفع يداي للمولى
قـــائــلــة:
(( حفظك الرب لي أبد الدهر
وأن يرزقني برك ماحييت..)) ابنتكي المحبه لكي