نابلس إحدى أكبر المدن الفلسطينية سكاناً وأهمها موقعاً. هي عاصمة
فلسطين الاقتصادية ومقر أكبر الجامعات الفلسطينية. تعتبر نابلس عاصمة شمال
الضفة
الغربية إضافةً إلى كونها مركزاً لمحافظة نابلس التي يبلغ عدد قراها 56 قرية
ويُقدر عدد سكانها بقرابة 321,000 نسمة حسب إحصاءات عام
2007.
[1] تُعرف أيضا بأسماء
جبل النار،
دمشق الصغرى،
عش العلماء، وفي العهد الروماني كانت
تُعرف باسم
Flavia Neapolis.
خضعت نابلس لحكم العديد من
الأباطرة
الرومان على مدى 2,000 سنة. وفي القرنين
الخامس والسادس للميلاد أدّى نزاع بين سكان المدينة من
السامريين والمسيحيين إلى بروز
عدد من الإنتفاضات السامرية ضد
الحكم
البيزنطي، قبل أن تقوم الإمبراطورية بإخماد ثوراتهم هذه بعنف، مما أدى لاضمحلال
عددهم في المدينة. فتح
العرب المسلمون، في زمن
خلافة أبي
بكر الصديق، هذه المدينة وباقي
فلسطين والشام، وفي هذا العهد عُرّب
اسمها ليصبح نابلس بدلاً من
نيابوليس، وازداد عدد المسلمين من سكانها وأخذت
البعض من كنائسها ومعابدها السامرية تتحول إلى مساجد شيئاً فشيئاً. سقطت نابلس تحت
الحكم
الصليبي عام
1099 قبل
أن تعود لحكم المسلمين
الأيوبيين والمماليك بعدهم.
أصبحت نابلس عاصمة مقاطعة
جبل نابلس، في
العهد
العثماني، وكانت في هذه الفترة سنجقا تابع لولاية دمشق. خضعت المدينة للحكم
المصري الذي دام تسع سنوات في بلاد الشام، في العقد الثالث من
القرن
التاسع عشر، قبل أن تعود للحكم العثماني، فالبريطاني، عندما انهزمت الدولة
العثمانية في
الحرب
العالمية الأولى وخضعت فلسطين للإنتداب البريطاني. سقطت نابلس تحت
الاحتلال
الإسرائيلي عام
1967 حين سقطت
الضفة
الغربية بأكملها.
تُشتهر المدينة بصناعة
الصابون القديمة،
وبالكنافة
النابلسية، التي تعتبر من أشهر الحلويات الشرقية في بلاد الشام.
الموقعإذا كانت فلسطين قلب
الوطن العربي لربطها
شماله بجنوبه وشرقه بغربه، فإن نابلس هي قلب فلسطين لربطها شمالها بجنوبها وشرقها
بغربها. كانت المدينة مركزاً للواء نابلس في الضفة الفلسطينية بعد عام
1948م وتحولت في منتصف
الستينات مركزاً
لمحافظة
نابلس، تتمتع بموقع جغرافي هام فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية
وجبال
نابلس، وتعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية من الشمال إلى الجنوب وتقع على مفترق
الطرق الرئيسية التي تمتد من
الناصرة وجنين شمالاً حتى
الخليل جنوباً
ومن
يافا غرباً حتى جسر
دامية شرقاً. تبعد عن
القدس 69 كم وعن
عمّان 114 كم وعن
البحر
المتوسط 42 كم، تربطها بمدنها وقراها شبكة جيدة من الطرق تصلها
بطولكرم وقلقيلية ويافا غرباً
وبعمّان شرقاً
بجنين والناصرة شمالاً
بالقدس جنوباً.
[2] في عام
1915 ربطت نابلس مع خط
سكة
حديد الحجاز الممتد من
دمشق إلى
المدينة
المنورة.
[3]أقيمت نابلس في أجمل بقعة جغرافية في وسط فلسطين.
[4] وصفها شيخ الربوة الدمشقي
بأنها "قصر في بستان".
[5] يرتفع وسط مدينة نابلس 550 مترا فوق سطح البحر
بينما يبلغ ارتفاع أطرافها حتى 800 متر ف.س.ب. تقدر مساحة المدينة العمرانية بحوالي
12700
دونم. يمتد عمران
المدينة فوق جبل
عيبال شمالاً وجبل
جرزيم جنوباً وبينهما وادٍ يمتد
نحو الغرب. ولخصوصية الموقع الجغرافي لمدينة نابلس المتمثلة بإنحصارها بين جبلين
تتواجد في المدينة العشرات من عيون المياه التي تزيد من جمال وبهاء المدينة ومنها
عين العسل، عين الست، عين الكاس، عين حسين، عين القريون، عين ميرة، عين الخضر، عين
الصلاحي، عين السكر، عين الصبيان، عين الساطور، عين العجيبة، عين بدران، عين
التوباني، عين بير الدولاب، عين التوتة بالإضافة إلى سبل المياه مثل سبيل الغزاوي
وسبيل الخضر وسبيل السلقية وسبيل الساطور
تضم مدينة نابلس
جامعة
النجاح الوطنية، كبرى الجامعات الفلسطينية وأقدمها وأرفعها مستوى. أسست بلدية
المدينة عام
1869 وهي تشرف
على تنظيم المدينة وعلى المرافق العامة.
[6]تذكر كتب التاريخ وصف بعض الرحالة العرب لنابلس
بدمشق الصغرى للتشابه مع
دمشق بمعالمها ومناخها
ومياهها وينابيعها وجبالها وفاكهتها وخضارها وحتى في كثير من عاداتها وتقاليدها
ولهجتها.
[7] وهي أكثر مدن فلسطين شبهاً وإرتباطاً بدمشق
وسورية منذ فجر
التاريخ، حيث كان تجارها يصدرون
الصابون والمنتجات
المحلية الأخرى إلى
دمشق ويعودون
بالأقمشة والتوابل. إضافة إلى
ذلك، يعود أصل العديد من عائلات نابلس إلى مناطق في سورية حالياً، مثل عائلة النمر
التي قدمت من منطقة
حمص وحماة وعائلة طوقان التي
قدمت من منطقة
حلب.
[8المناخيسود في نابلس
مناخ
متوسطي معتدل، ذو
صيف حار
وجاف،
وشتاء بارد ممطر.
يحل فصل
الربيع في أواخر
شهر مارس (آذار) وأوائل أبريل (نيسان)، ويعتبر شهرا يوليو (تموز) وأغسطس (آب) أحرّ
شهور السنة، حيث يصل معدل درجات الحرارة فيهما إلى 28.9 °
مئوية (84 °
فهرنهايت)، أما
أكثر الأشهر برودة فهو يناير (كانون الثاني)، ويصل فيه معدل درجة الحرارة إلى 3.9 °
مئوية (39 ° فهرنهايت). يتساقط
المطر بين شهريّ أكتوبر (تشرين الأول) وأبريل
(نيسان) عادةً، ويبلغ معدل المتساقطات السنوي 589 مليمتراً (23.2 إنش).
[9]قرى
نابلسيحيط بنابلس عدد كبير من القرى ولكنها معزولة عنها بالحواجز العسكرية مثل حاجز
حوارة وحاجز
بيت ايبا وحاجز
عصيرة الشمالية وحاجز البادان.
من قراها:
اجنسنيا،
الباذان،
برقة،
بزاريا،
بلاطة
البلد،
بورين،
بيت امرين،
بيت
ايبا،
بيت دجن،
بيت فوريك،
بيتا،
تل،
تلفيت،
جالود،
حجة،
حوارة،
دوما،
دير
شرف،
دير الحطب،
روجيب،
زواتا،
سالم،
سبسطية،
سبسطية
الجديدة،
صرة،
طلوزة،
عسكر
البلد،
عصيرة
القبلية،
عزموط،
عصيرة
الشمالية،
عصيرة
القبلية،
عورتا،
عوريف،
عينابوس،
قبلان،
قريوت،
اللُبن
الشرقية،
مادما،
الناقورة
الجنوبية،
نص اجبيل،
ياصيد[عدل]
السكانالسنةعدد السكان
|
1596 | 4,300[11] |
1849 | 20,000[12] |
1860 | 35,000[13] |
1922 | 55,947[14] |
1931 | 66,498[14] |
1945 | 73,250[15] |
1961 | 122,773[16] |
1987 | 165,000[17] |
1997 | 200,034[18] |
2004 (تقدير) | 126,521[1] |
2006 (تقدير) | 235,116[1] |
كان سكان المدينة في عام
1596 يتألفون من 806 أسر
مسلمة و 18 أسرة
مسيحية و 15 أسرة
يهودية و 20
أسرة
سامرية،
[11] والأخيرة طائفة دينية
يهودية، ويسمى أفرادها بالسمرة أو
السامريين.
[19] ويعتقد أبناؤها بأنهم القبيلة
اليهودية التائهة. عاش السامريون قبل
حرب 1967 في نابلس كمواطنين
أردنيين يتمتعون بكافة حريات المواطنة كحال
مسلمي و
مسيحيي المدينة.
خلال أوائل
القرن
التاسع عشر، قدر
قسطنطين
بازيلي سكان ناحية نابلس بستة وعشرين ألف عائلة منها ما يقارب 1000 عائلةٍ
مسيحية.
[20] وتفيد السجلات العثمانية أن عدد
سكان نابلس بلغ 2000 نسمة عام
1849،
[12] وفي عام
1867 قال زوّار
أمريكيون، أن البلدة بلغ
عدد سكانها 4,000 نسمة "أكثرهم محمديون"، وبعض اليهود والمسيحيين، وحوالي 150
سامريّ.
[21] وفي عام
1922 أظهر الإحصاء الرسمي البريطاني لسكان فلسطين، أن
المدينة بلغ عدد سكانها 15,947 نسمة، ثم ارتفع إلى 17,498 عند إحصاء عام
1931،
[14] ووصل عام
1945 إلى حوالي 23300
نسمة.
[22] وبعد الاحتلال الصهيوني عام
1967 بلغ قرابة 61050 نسمة،
وعاد ليرتفع إلى 106900 عام
1987.
بلغ عدد سكان نابلس 134,116 نسمة، في منتصف عام
2006، وفقًا
للجهاز
المركزي للإحصاء الفلسطيني.
[1] وفي إحصاء الجهاز لعام
1997، ظهر أن عدد سكان المدينة
وصل إلى 100,034 نسمة، بما فيهم 23,397
لاجئ يشكلون 24% من سكان المدينة.
[23] وصل عدد سكان مدينة نابلس القديمة إلى 12,000
نسمة عام
2006.
[24] تشكل المدينة المسكن لحوالي 40% من
سكان
المحافظة.
[1] توجد في المدينة أربعة مخيمات للاجئين الفلسطينيين هي عين بيت الماء وبلاطة وعسكر
القديم وعسكر الجديد، يسكنها ما يفوق مجموعه ال40,000 نسمة.
يشكل
الشباب قسمًا
كبيرًا من سكان نابلس، فقرابة نصف السكان يبلغون أعمارًا أقل من 20 سنة. بلغت نسبة
السكان الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، عام
1997، 28.4%، و 20.8% للذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 سنة،
17.7% للذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 29 عام، 18% بين 30 و 44 سنة، 11.1% بين 45 و
64 سنة، و 3.7% للذين تصل أعمارهم لأكثر من 65 عام. أما التوزيع بين الجنسين فكانت
نسبته 50.92% (50,945 فردا) للذكور، و 49.07% (49,089 فردا للإناث).
[25][عدل]
الديانةكانت نابلس في عام
891 الميلادي، أي خلال العهود الأولى للحكم العربي، تحوي تنوعا دينيا كبيرا، وكان
أكثرية سكانها يدينون
بالإسلام،
المسيحية،
وال
سامرية.
[26] يقول
الجغرافي شمس
الدين الأنصاري الدمشقي، أن المدينة كانت خلال العهد المملوكي، مأهولة
بالمسلمين، السامريين،
المسيحيين
الأرثوذكس،
المسيحيين الكاثوليك،
و
اليهود. أظهر إحصاء عام
1931 أن المدينة حوت 16,483
مسلمًا، 533 مسيحيًّا، 6 يهود، و 167 شخص يدينون بأديان أخرى، على الأرجح أن معظمهم
سامريّون.
[27]إن معظم سكان نابلس اليوم يدينون بالإسلام، ولا يزال هناك أيضًا بعض المسيحيين
والسامريين. يُعتقد أن كثيرًا من الفلسطينيين المسلمين في المدينة يتحدرون من
سامريين اعتنقوا الإسلام عند
الفتح
الإسلامي لبلاد الشام، والبعض من أسماء العائلات المسلمة اليوم يتم ربطها
بالسامريين ويُقال أن أجدادهم كانوا من أتباع ذلك الدين - مثل آل مسلماني وآل يعيش
وغيرهم. يقول المؤرخ فياض الطيف، أن أعدادًا كبيرة من السامريين اعتنقوا الإسلام
بسبب الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له، وبسبب الطبيعة
التوحيدية لل
دين الجديد، الأمر الذي جعلهم
يتقبلونه بصورة أسهل وأسرع.
[28]كان يسكن في المدينة حوالي 3,500 مسيحي عام
1967، ولكن أعدادهم انخفضت إلى 650 عام
2008.
[29] تتألف جالية النصارى في نابلس حاليّا، من 70
أسرة
روم
أرثوذكس، حوالي 30 أسرة من
الروم
الملكيين الكاثوليك، و 30 أسرة
أنجليكانية.
كان معظم المسيحيين يسكنون في ضاحية
رفيديا بالقسم الغربي من
المدينة
التاريخ
القديمنابلس أو
شكيم بالكنعانية،
مدينة من أقدم مدن العالم يعود تاريخها إلى 5600 سنة (حوالي سنة 3600 ق.م).
[30] أسست عند
ملتقى أقدام جبلي جرزيم في القسم الشرقي لمدينة نابلس الحالية على يد
العرب الكنعانيين فوق تل كبير يدعى الآن تل
بلاطة، وقد أسماها
الكنعانيون في
ذلك الوقت "
شكيم" والتي
تعني المكان المرتفع، ومن ثم أصبحت من أشهر المدن الكنعانية. أقدم من سكن "شكيم" من
العرب هم
الحويون و
الفرزيون ". صارعت نابلس الكثير من الغزاة والمحتلين عبر تاريخها الطويل، بحيث غزاها كل من
الفراعنة المصريين والقبائل
العبرية وال
آشوريين و
البابليين و
الفارسيين و
اليونانيين و
السلوقيين، إلى أن
سقطت بيد
الرومان سنة 63 قبل الميلاد.
[31]ورد ذكر شكيم في نصوص
إيبلا التي اكتشفها عالم الآثار
الإيطالي باولو
ماتييه ضمن مدن كنعانية أخرى في فلسطين، وهي إضافة إلى شكيم
بيت جبرين و
أريحا وأورسالم (
يبوس) و
مجدو و
بيسان. ورد ذكرها
أيضاً في رسائل
تل
العمارنة (1400 ق.م) باسم شاكمي، كما ذكرت في تقارير
تحتمس
الثالث أيضاً.
[19][32] بقايا جدران شكيم في الجزء الشرقي من نابلس.
تشير النصوص
المصرية القديمة
بأن شكيم كانت مدينةً محصنةً استراتيجية ذات أهمية دولية منذ سنة 1800 ق.م، كما
كانت مركزاً للديانات الكنعانية والحياة السياسية، ويُفهم من النصوص المصرية
القديمة أن علاقة فلسطين أصبحت وطيدة
بمصر ابتداءً من بداية هذا العصر. وتتحدث
رسائل
تل
العمارنة (سنة 1400-1350 ق.م) عن مدينة شكيم، تحت حكم أميرها الكنعاني
لابعايو كمدينة تلعب دوراً هاماً في النضال ضد السيطرة المصرية على منطقة فلسطين. وحسب ما
ورد في التوراة فإنها أول مدينة
كنعانية نزل
فيها النبي
إبراهيم
الخليل قادماً من مدينة
أور في
العراق،
وكان ذلك حوالي عام 1805 ق.م
[33] وبعده أتى النبي
يعقوب من فدان
آرام على
نهر
الفرات في
العراق، ونزل شكيم، ثم سكن
مدينة كنعانية تعرف باسم بيت إيل وتعني مقر الإله، وكانت مركز عبادة الإله الكنعاني
إل أو إيل. ويذكر أن
يعقوب عاد فيما بعد إلى شكيم.
[34]وفي
العصر الحديدي (1200-323 قبل الميلاد) استمرت المدن الكنعانية بنفس نظام المدن المحصنة ذات القلاع
خلال فترات
العصر
البرونزي. وتشير
التوراة إلى وجود حروب بين
اليهود والكنعانيين
الفلسطينيين.
[35] وقد سيطر اليهود على مدينتين كنعانيتين:
- الأولى: مدينة يبوس (أورشاليم)، مدينة اليبوسيين
الكنعانيين وقلب مملكتهم منذ عصور ما قبل التاريخ، احتلها اليهود سنة 1000 ق.م
بقيادة النبي داود
(100-963 ق.م)، ثم سليمان سنة 963 ق.م –923
ق.م. واستمر اليهود فيها تحت اسم مملكة
يهودا حتى سقطت سنة 586 ق.م على يد نبوخذ نصر.
- الثانية: مدينة شكيم،
التي بدأ نفوذهم فيها عام 923
ق.م وانتهى عام 722 ق.م على يد سرجون
الثاني، وبقى فيها أهلها الكنعانيون، وتشير بعض المراجع إلى إحضار كنعانيين من
الدواخل، وهم العموريون.
سكنت مدينة شكيم فئة من
اليهود لا تعترف من التوراة بغير
الأسفار الخمسة الأولى المنسوبة إلى النبي
موسى، وتعرف هذه الفئة بالسامريين نسبة
إلى
السامرة. وقد ناصبهم
اليهود العداء منذ ظهورهم. ويعتقد السامريون بأن النبي
إبراهيم همّ بالتضحية
بإبنه
اسحاق على جبل
جرزيم.
[36] لا يزال معظم السامريين
موجودون في مدينة نابلس حتى هذا اليوم ولا يتجاوز عددهم 250 نسمة، وقد خصص لهم مقعد
في
المجلس
التشريعي الفلسطيني المنتخب لأول مرة في التاريخ الفلسطيني المعاصر عام
1995.
سقطت فلسطين سنة 332 ق.م في يد
الإسكندر
المقدوني وأصبحت تابعة للإمبراطورية
اليونانية حتى سنة 64
ق.م، وبعد وفاة الإسكندر خضعت لل
بطالمة و
السـلوقيين. وقد تركت
الهيلينية بصماتها واضحة على بعض مظاهر الحياة أيام الحكم اليوناني وذلك بسبب إنشاء
سبعين مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي في البلاد التي احتلها الجيش اليوناني. وقد
استخدمت كمراكز ثقافية تم بواسطتها نشر الثقافة اليونانية في بلدان العالم القديم.
ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني
بيلاوريون (تل الأشعري)،
هيبوس (قلعة الحصن)، وهما تقعان
شرق
طبريا، ومدينة (فيلوتير) في الطرف
الجنوبي من
بحيرة
طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة
بطليموس
الثاني فيلادلفوس، ومدينة جيراز (
جرش). حول
الإغريق الكثير من أسماء المدن
الكنعانية الفلسطينية إلى أسماء إغريقية منها
عكا، حيث سميت بتولما في عهد
بطليموس
الثاني، وبيت شان (
بيسان) سميت سكيثوبوليس، و
بيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبوليس، و
إيلات سميت بيرينكة، وشكيم سميت
نيابوليس. أصبحت المدينة تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار، وبها
بوابات ضخمة ذات جلال، وفي داخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك
الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة والمعابد الضخمة المتعددة.
وفي
العصر
الروماني (64 ق.م –
323 م) أقيم سور حول مدينة شكيم (السامرة) طوله حوالي 170 أكد. أما بوابة المدينة فقد
بنيت في الجهة الغربية من المدينة وتضم برجين دائريين عظيمين بقطر 46 قدماً (14
متراً)، وهي مقامة على قواعد مربعة الشكل تعود للعصر الهيليني. ومبنى الباسيليكا في
السامرة يعود تاريخه إلى العصر الروماني.
[37] الإمبراطور الروماني
فسبازيان، مؤسس
"نيابوليس".
وفي الفترة الممتدة بين عاميّ
67 و
69 للميلاد، قرر
الرومان، تحت قيادة الإمبراطور
فسبازيان،
هدمها للمرة الأخيرة وبناء مدينة جديدة إلى الغرب منها أسموها "نيابوليس" أي
المدينة الجديدة والتي حرفت عنها لفظة نابلس الحالية، وقد أقاموها وفق التخطيط
الروماني في بناء المدن من حيث وجود شارعين متقاطعين ينتج عنهما أربع حارات، حيث ما
زالت بعض هذه الحارات الرومانية قائمة بتسميتها الرومانية إلى اليوم مثل
حارة
القيسارية. وفي عهد
هادريان (
117-
138) أقام
الرومان معبداً
لجوبيتر على جبل جرزيم مكان
معبد السامريين.
[31]وفي العصر
البيزنطي (
323 -
638) انتصرت
المسيحية فأصبحت كل فلسطين
وبضمنها نابلس تدين بالمسيحية وأصبحت نابلس مركزاً
لأسقفية. وفي
القرن الخامس الميلادي بنى الرومان المسيحيون على قمة جبل
جرزيم كنيسة تخليداً
ل
مريم
العذراء. وفي عهد الإمبراطور
جستنيان (
527-
565) شيدت بالقرب من كنيسة مريم قلعة مسورة لا تزال
آثارها باقية، كما أعاد الرومان بناء خمس كنائس تهدمت في حروب سابقة
العصور
الوسطىفي عام
638م فتح
العرب المسلمون نابلس بقيادة
عمرو
بن العاص في خلافة
أبي
بكر الصديق، وقد تعهد المسلمون بحماية من بقي من أهلها على دينه من
المسيحيين على أن
يدفعوا الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم.
[38] أصبحت نابلس بعد الفتح
الإسلامي مدينة من مدن جند فلسطين الذي كانت عاصمته
اللد ثم
الرملة.
مئذنة ومدخل مسجد نابلس الكبير الذي بني خلال
عقد
1200. الصورة من عام
1908.
استولى عليها الصليبيون في سنة
1099م بقيادة
تنكرد صاحب
أنطاكية، وبنى
بالدوين
الأول (
1100-
1118م) ملك بيت المقدس
الفرنجي فيها قلعة
على رأس
جبل جرزيم لحماية قواته ومراقبة تحركات المسلمين.
[39] وعقد فيها خلال الاحتلال الصليبي مجمع كنسي
كبير في سنة
1120م تحت
رعاية
بالدوين
الثاني (
1118-
1130م).
عادت نابلس بقراها وجبالها إلى المسلمين سنة
1187م بعد انتصار
صلاح
الدين الأيوبي في
معركة
حطين. أزال صلاح الدين ما أحدثه
الصليبيون من تغييرات
فيها أثناء الاحتلال. بدأت المدينة في العودة إلى ازدهارها خاصة في زمن
المماليك الذين خلفوا
الأيوبيين.
ضرب نابلس زلزال كبير سنة
1189 م، فتهدمت فيها مبان كثيرة، ومات تحت الأنقاض ثلاثون
ألفاً من أهلها.
كانت نابلس مركز تجمع جيش المسلمين بقيادة
الملك
الكامل خلال الحملة الصليبية السادسة على
الشام التي إنطلقت في عام
1228م بقيادة
فردريك
الثاني إمبراطور
ألمانيا و
إيطاليا.
[40]سقطت نابلس بيد
التتار سنة
1260م، ولكنهم خرجوا في نفس
السنة على يد
قطز المملوكي.
[41][عدل]
التاريخ
الحديث مدخل نابلس بريشة ديفيد روبرتس عام
1839.
في سنة
1517 م سيطر
العثمانيون على
بلاد
الشام وبضمنها نابلس، وأصبحت نابلس
سنجقاً تابعاً لولاية دمشق،
[42] وواصلت
المدينة ازدهارها في عهدهم.
صورة قديمة
لخان
التجار القديم (سوق الأقمشة) في نابلس.
في سنة
1832 دخلت نابلس
تحت الحكم
المصري بقيادة القائد
إبراهيم
باشا، وفي عام
1834 ثار
أهل نابلس على الحكم المصري ولكنهم أخفقوا. دام هذا الحكم حتى سنة
1840 حيث عادت فلسطين إلى
الحكم العثماني. وفي نهاية الحكم العثماني أصبحت مدينة نابلس قضاءً يضم 101 من
القرى. كانت نابلس خلال القرنين
الثامن
عشر و
التاسع
عشر أهم مدينة تجارية في
فلسطين، متفوقة على
القدس وعلى المدن
الساحلية، وكانت أيضاً أكبر مركز لإنتاج
القطن في
الشام بكمية بلغت 225000 كغم عام
1837.
[43] نتيجة لذلك، تعرضت نابلس بدءاً من عام
1773 إلى حصار عسكري واقتصادي
تبعه احتلال قام به
ظاهر
العمر وخلفه
أحمد
باشا الجزار لإضعاف دورها وتقوية دور
عكا، ودام هذا الاحتلال حتى عام
1804.
[20]ضرب
زلزال كبير
ثان نابلس في عام
1837 وأدى إلى تدمير حي كامل وإحداث أضرار كبيرة بحي آخر.
[44] سقطت نابلس بيد البريطانيين
في يوم
21 أيلول 1918 بعد مقاومة شديدة من الجنود العثمانيين.
[45] وأخضعت
فلسطين للإنتداب البريطاني عام
1922 وأصبحت نابلس مجدداً مركزاً للمقاومة. فجر البريطانيون
أجزاءً كبيرةً من
حارة
القريون خلال
ثورة
1936-1939 لقمع المقاومة.
[46] آثار زلزال نابلس سنة
1927.
ضرب
زلزال
قوي نابلس يوم
11 تموز من عام
1927 [47] وأدى إلى تدمير 300 بيت ومبنى في مدينتها
القديمة وبضمنها
جامع
النصر التاريخي [sup][url=https://oooooooooo.7olm.org/#cite_note-47